اكتب عن تصرف عشوائي يدل على اللطف فعلته لشخص ما.

الصدقة الجارية من أحبّ الأعمال إلى الله، ولها أثر عظيم في حياة الفرد والمجتمع، وفي الآخرة. وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية شريفة تدل على عظم أجرها ودوام ثوابها. وفيما يلي بيان لأثر الصدقة الجارية من جوانب متعددة:



### **أولًا: الأثر الدعوي والخيري**
الصدقة الجارية هي نوع من الصدقات التي **يستمر أجرها بعد وفاة المتصدق**، لأن النفع منها يمتد مع الزمن. مثل:

– بناء مسجد
– حفر بئر
– إنشاء مدرسة أو مستشفى
– زراعة شجرة تُؤكل ثمارها
– نشر علم نافع (كطباعة كتاب، أو إنشاء منصة تعليمية)

قال النبي ﷺ: 
> **”إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”** 
(رواه مسلم)

فهذا الحديث يوضح أن الصدقة الجارية من الأشياء القليلة التي لا تنقطع أجرها بعد الموت.



### **ثانيًا: الأثر الاجتماعي**
– **تخفيف المعاناة**: مثل بناء مسكن لفقير، أو دعم يتيم، أو مساعدة مريض.
– **تعزيز التكافل**: تُشعر المحتاجين بالانتماء وتدعم استقرار المجتمع.
– **نشر الخير**: كل من يستفيد من الصدقة الجارية يدعو للمتصدق، فيتزايد الأجر.



### **ثالثًا: الأثر الروحي والنفسي للمتصدق**
– **تطهير النفس من البخل والشح**.
– **زيادة البركة في المال والصحة والرزق**.
– **طمأنينة القلب**: لعلم المتصدق أنه يُنفق في سبيل الله.
– **تكفير السيئات**: قال الله تعالى: 
  > **”وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”** (البقرة: 196-197)



### **رابعًا: الأثر في الآخرة**
– **استمرار الحسنات**: طالما استفاد الناس من الصدقة الجارية، يُكتب لك حسنة.
– **الشفاعة يوم القيامة**: قد يشفع فيك من استفاد من صدقتك.
– **رفع الدرجات في الجنة**.
– **حماية من مصائب القبر وعذابه**.



### **خامسًا: أمثلة عملية للصدقة الجارية**
1. **الوقف الخيري**: مثل وقف عقار لدعم مسجد أو مدرسة.
2. **بناء مسجد أو مصلى**.
3. **حفر بئر في بلد فقير**.
4. **توفير كرسي دراسي لطالب علم**.
5. **دعم مشروع زراعة أو ري**.
6. **طباعة المصاحف أو كتب العلم النافع**.
7. **إنشاء منحة دراسية دائمة**.



### **خلاصة الأثر**
الصدقة الجارية:
– **أجرها مستمر** حتى بعد الموت.
– **تنفع الناس** وتبني المجتمعات.
– **تُطهر القلب وتكفر الخطايا**.
– **تُقرب من الجنة** وتدفع عنك البلاء.

قال رسول الله ﷺ: 
> **”المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، واعْضُدْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.”** 
(رواه مسلم)

فاجتهد في فعل الصدقة الجارية، فهي استثمار في الآخرة لا يُضاهى.



**نصيحة**: ابدأ بما تستطيع، فالنبي ﷺ قال: 
> **”اتقوا النار ولو بشق تمرة”** 
(متفق عليه)

فلا تقل: “أنا لا أملك الكثير”، فكل عمل طيب يُكتب لك، وربما تكون شجرة واحدة أو كتاب واحد سببًا في نجاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون.